Connect with us

مقال رأي

ارقد في سلام يا SEO!

جوجل لم تقتل SEO، بل أعلنت موته رسميًا. فخلاصات الذكاء الاصطناعي تتصدر نتائج البحث، بينما تُدفن الروابط التقليدية تحت أكوام من النصوص المولدة آليًا

في مفارقة لا تخلو من السخرية، وضعت جوجل آخر مسمار في نعش تحسين محركات البحث (SEO).. نعم، الشركة التي صعدت إلى قمة الإنترنت بفضل خوارزميات البحث، أعلنت في مؤتمرها الأخير Google I/O أنها ستعتمد بشكل موسّع على نتائج البحث الموجزة التي تُنتجها تقنياتها القائمة على الذكاء الاصطناعي.

قد يراها البعض مفاجأة، لكنها بالنسبة لي لم تكن كذلك. قبل عام، بدأت أكتب مقالات بأسلوب “مضاد لتحسين محركات البحث”، أسلوب يتجاهل تمامًا قواعد اللعبة التي يفرضها SEO. النتيجة؟ تضاعف عدد قرائي بمقدار 4 أضعاف، ووصلت إلى أكثر من مليون قراءة شهريًا. نعم، بالعكس تمامًا مما تتوقعه، التوقف عن ملاحقة الخوارزميات جعل صوتي يُسمع أكثر.

الأمر لم يكن مجرد إحباط شخصي من تلاشي تأثير الكتابة الجادة وسط طوفان المحتوى التسويقي الرخيص. بل رأيت في الأفق تحوّلًا حتميًا. SEO لم يمت بسبب الذكاء الاصطناعي، بل كان يحتضر بالفعل، مثقلاً بمحتوى مصمم فقط لجذب النقرات وليس لإفادة القارئ. كثير من المقالات اليوم تُكتب آليًا، تُنتج لتحفيز الشراء لا لإلهام التفكير.

جوجل لم تقتل SEO، بل أعلنت موته رسميًا. فخلاصات الذكاء الاصطناعي تتصدر نتائج البحث، بينما تُدفن الروابط التقليدية –وربما كلماتك– تحت أكوام من النصوص المولدة آليًا والإعلانات الممولة.

ومع ذلك، وسط هذا المشهد، تبرز بارقة أمل. هناك من يدرك أن الحل ليس في خداع الخوارزميات، بل في تقديم محتوى أصيل لا يمكن نسخه: مقالات رأي، مدونات حية، وتحليلات تحمل طابعًا شخصيًا لا تستبدله الآلة. أو كما قالت الكاتبة كارلي ستيفن من “ديلي ميل” والخبيرة في SEO إن “المحتوى غير القابل للاستنساخ هو الرهان الرابح“.

نعم، يمكنك الانضمام إلى *Banana Mode الذي ابتكرته — وهو أسلوب كتابة يربك الخوارزميات ويكافئ القراء الحقيقيين. أو يمكنك مواصلة الرهان على أدوات قديمة أصبحت بلا فعالية. الخيار لك.

الذكاء الاصطناعي لن يوقف الكتابة الجيدة. لكنه سيجبرنا على أن نُحسنها، أن نُعيد المعنى إلى الواجهة، ونكتب ما يستحق أن يُقرأ.


(*) ما هو Bananamode؟

هو مصطلح أطلقه أحد قراء “جو بروكوبو” على هذه الطريقة التي اتبعها بروكوبو في كتابة مقاله الخادع لخوارزميات محركات البحث، لأنه استخدم كلمة “موز” عشوائيًا في أحد منشوراته لإرباك أدوات الذكاء الاصطناعي التي تحلل المحتوى، ومن هنا جاء اصطلاح “وضع الموز” (Bananamode).

*ترجمة بتصرف عن مقال للكاتب «جو بروكوبو» بمجلة Inc الأمريكية

Continue Reading
اضغط لكتابة تعليق

اترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

جميع حقوق النشر محفوظة، نوتشر 2020 - 2025 ©