كشفت دراسة دولية نُشرت في مجلة The Lancet Child and Adolescent Health أن معدلات ارتفاع ضغط الدم بين الأطفال والمراهقين حول العالم تضاعفت تقريبًا منذ عام 2000، ما يثير مخاوف من زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب في مراحل لاحقة من الحياة.
ووفقًا للبحث الذي قاده د. بيج سونغ من كلية الصحة العامة بجامعة تشيجيانغ الصينية، فقد ارتفعت نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم بين الأولاد من 3.4% إلى 6.5%، وبين الفتيات من 3% إلى 5.8% خلال عشرين عامًا فقط.
السمنة في الصدارة
وبحسب ما ذكرته شبكة CNN الأمريكية، يرجع الباحثون هذه الزيادة إلى عوامل متعددة، أبرزها السمنة لدى الأطفال، والتي ترتبط بمشكلات مثل مقاومة الإنسولين والالتهاب وضعف وظيفة الأوعية الدموية.
كما تلعب الأنظمة الغذائية الغنية بالصوديوم والأطعمة المصنعة، إضافة إلى قلة النوم والضغط النفسي وقلة النشاط البدني، دورًا مهمًا في تفاقم المشكلة.
وأشار د. مينغيو تشانغ من كلية الطب بجامعة هارفارد إلى أن ملوثات البيئة قد تكون أيضًا أحد العوامل المساهمة، مثل المواد الكيميائية المعروفة باسم PFAS أو “المواد الأبدية”، التي ترتبط بأمراض السرطان واضطرابات الغدد الصماء.
ارتفاع ضغط الدم الخفي
لفتت الدراسة إلى أن كثيرًا من الأطفال يعانون من ما يُعرف بـ “ارتفاع الضغط الخفي”، وهو نوع لا يُكتشف أثناء الفحص الطبي الروتيني في العيادة، بل يظهر فقط عند قياس الضغط في المنزل، ويُعد هذا النمط الأكثر شيوعًا وفق البيانات، ما يعني أن عددًا كبيرًا من الحالات قد تمر دون تشخيص فعلي.
وأكد الباحثون أن ارتفاع ضغط الدم في الطفولة قابل للعلاج والوقاية، داعين إلى تحسين آليات الفحص والكشف المبكر، مع التركيز على النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني المنتظم.
كما شددت اختصاصية التغذية جيل كاسل على أهمية تجنّب فرض القيود أو اللوم على الأطفال، وتشجيعهم بدلًا من ذلك على عادات غذائية متوازنة، مثل تناول الطعام جماعيًا وتجنّب تصنيف الأطعمة إلى “جيدة” أو “سيئة”.
