رئيسة بنك DBS: بدأنا نربح من الذكاء الاصطناعي

أكدت تان سو شان، الرئيس التنفيذي لبنك DBS، أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بدأ يترجم إلى مكاسب مالية ملموسة للبنك، في وقت تشكك فيه تقارير عديدة في قدرة الشركات على تحقيق عوائد من هذه التكنولوجيا.

تان، في تصريحات لقناة CNBC على هامش أسبوع سنغافورة للتكنولوجيا المالية 2025، قالت إن “الأمر ليس مجرد أمل، إنه يحدث الآن.. والنتائج ستصبح أفضل”.

عوائد بالملايين

تان أوضحت أن البنك يتوقع زيادة في الإيرادات بأكثر من مليار دولار سنغافوري (نحو 768 مليون دولار) خلال 2025، مقارنة بـ 750 مليون دولار سنغافوري في العام السابق، وذلك بفضل نشر نحو 370 حالة استخدام للذكاء الاصطناعي تعتمد على أكثر من 1500 نموذج عبر مختلف قطاعات البنك.

وأضافت: “انتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي كان تحوليًا بالنسبة إلينا”، مشيرة إلى أن البنك يشهد “تأثير كرة الثلج” في الفوائد الناتجة عن تقنيات التعلم الآلي.

وطبّق البنك الذكاء الاصطناعي بشكل واسع في خدماته المالية الموجهة للمؤسسات، حيث تُستخدم الخوارزميات في جمع البيانات وتخصيص العروض، ما أسهم في جعل فرق العمل “أسرع وأكثر مرونة”، بحسب تان، التي ربطت ذلك بزيادة في نمو الودائع مقارنة بالمنافسين.

كما أطلق البنك المساعد الذكي DBS Joy للعملاء من الشركات، والذي يتيح الحصول على إجابات فورية على الاستفسارات المصرفية على مدار الساعة.

مخاوف مصاحبة!

رغم النجاحات المعلَنة لدمج الذكاء الاصطناعي بقطاع البنوك، تشير تقارير أخرى إلى تحديات واسعة، فقد كشف تقرير لمعهد MIT في يوليو أن 95% من 300 مبادرة ذكاء اصطناعي، باستثمارات تتراوح بين 30 و40 مليار دولار، لم تحقق عوائد ملموسة.

لكن في القطاع المصرفي تحديدًا، تظهر إشارات مغايرة، إذ قال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك JPMorgan Chase، إن البنك وصل إلى نقطة التعادل في استثماراته السنوية البالغة نحو 2 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن ما تحقق “مجرد بداية”.

وتسعى DBS إلى تسريع تطوير نماذجه ليصبح “بنكًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي”، إذ تهدف تان إلى تطوير أنظمة توليد النصوص لتتحول إلى مستشار مالي موثوق لعملاء التجزئة، من خلال وكلاء ذكاء اصطناعي مدمجين في تطبيق البنك.

استثمار في التدريب

ويمتلك البنك بالفعل أكثر من 100 خوارزمية تُقدّم نصائح تلقائية للعملاء، مثل التنبيه بنقص رصيد وشيك أو تقديم توصيات بالمنتجات.

رغم المكاسب، تقول تان إن البنك بحاجة إلى مزيد من الاستثمار في إعادة تأهيل الموظفين. فقد أطلق مؤخرا عدة برامج تدريبية داخلية، إضافة إلى أداة تدريبية تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وأكدت: “نحن لا نجمّد التوظيف، لكننا نُعيد تأهيل الموظفين إنها رحلة لا تنتهي وتطور مستمر”، موضحة أن الهدف هو أتمتة الأعمال الروتينية وإتاحة وقت أكبر لبناء العلاقات مع العملاء، وليس تقليص قوة العمل.