Connect with us

ذكاء اصطناعي

فاينانشال تايمز: مايكروسوفت تقود مشهد الذكاء الاصطناعي

مايكروسوفت استعرضت هذا الأسبوع مجموعة واسعة من المنتجات والشراكات الجديدة خلال مؤتمر Build السنوي الذي عقدته في مدينة سياتل

في تأكيد جديد على موقعها المركزي في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي، استعرضت مايكروسوفت هذا الأسبوع مجموعة واسعة من المنتجات والشراكات الجديدة خلال مؤتمر Build السنوي الذي عقدته في مدينة سياتل، حيث استقطبت أسماء بارزة في الصناعة مثل سام ألتمان وإيلون ماسك وجنسن هوانغ.

العملاق التقني، الذي تبلغ قيمته السوقية 3.4 تريليون دولار، أعلن عن أدوات متطورة للبرمجة تعتمد على تعليمات بسيطة، بالإضافة إلى منصة جديدة تتيح للشركات بناء وإدارة مساعدين رقميين متعددين، وفق ما ذكرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.

وشهد المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام مشاركات افتراضية لعدد من أبرز رموز الذكاء الاصطناعي، في مشهد يعكس ارتباط مستقبل هذا القطاع بشركة مايكروسوفت، التي تسعى تحت قيادة رئيسها التنفيذي ساتيا ناديلا لتكرار تجربتها في الحوسبة السحابية والانتقال إلى قلب سباق الذكاء الاصطناعي.

تحول جذري

خلال كلمته الافتتاحية، قال ناديلا إن القطاع يعيش “تحولًا جذريًا جديدًا في المنصة”، شبيهًا بتحول الإنترنت في مطلع الألفية، مؤكدًا أن مايكروسوفت لا تسعى لبناء أداة واحدة أو عامل ذكي واحد، بل “منصة متكاملة يتم تطويرها بالشراكة مع المجتمع التقني”.

ورغم أن إيلون ماسك يقاضي مايكروسوفت بسبب شراكتها البالغة نحو 14 مليار دولار مع “أوبن إيه آي”، إلا أنه ظهر خلال المؤتمر معلنًا أن مستخدمي منصة Azure التابعة لمايكروسوفت سيكون لهم دور في توجيه مستقبل نماذج “Grok” التي تطورها شركته xAI، قائلاً: “أخبرونا بما تريدون، وسنحققه”.

أما جنسن هوانغ، المدير التنفيذي لإنفيديا، فقد أعلن من جانبه أن شركته تتعاون مع مايكروسوفت لبناء “أكبر حاسوب فائق للذكاء الاصطناعي في العالم”، مستندًا إلى استخدام رقائق إنفيديا المتقدمة داخل مراكز بيانات مايكروسوفت.

تكامل الشراكات

وفي إشارة إلى تكامل الشراكات، قال سام ألتمان، رئيس “أوبن إيه آي”، إن أداة Codex للبرمجة التابعة لشركته “مندمجة بعمق” في منصة GitHub Copilot التي تملكها مايكروسوفت.

وقال المحلل كاش رانجان من جولدمان ساكس: “مايكروسوفت هي القائد الحقيقي للذكاء الاصطناعي. إنها المنصة الأهم، والمحرك والمنسق الرئيسي لنماذج الذكاء الاصطناعي. إذا فازت مايكروسوفت، سيفوز الجميع”.

وخلال المؤتمر، أعلنت الشركة أنها ستتيح نماذج Claude Code من شركة Anthropic – المنافسة لـ”أوبن إيه آي” – ضمن منصة GitHub Copilot، بالإضافة إلى توفير نماذج شركات أوروبية مثل Mistral وBlack Forest Labs ومجموعة xAI عبر منصة Azure.

وقال جاي باريك، الذي عينه ناديلا لرئاسة وحدة الذكاء الاصطناعي الجديدة بالشركة: “الانفتاح وخيارات متعددة – هذا ما يريده المطورون، وهذا ما سنقدمه”.

ميزة تنافسية

ورغم أن أمازون وجوجل تتبعان استراتيجية مشابهة تتيح نماذج ذكاء اصطناعي متعددة، إلا أن المحللين يرون أن مايكروسوفت تتمتع بميزة تنافسية بفضل مجموعتها الكاملة من أدوات المطورين والبيانات والإنتاجية، ما يجعلها الخيار المفضل لعملاء المؤسسات.

ومنذ توليه قيادة الشركة عام 2014، نجح ناديلا في تقليص اعتماد مايكروسوفت على مبيعات البرمجيات التقليدية، وتحويلها إلى قوة رائدة في الحوسبة السحابية. واليوم، تشكل الخدمات السحابية والبرمجيات المؤسسية الجزء الأكبر من إيراداتها، مع توقعات بأن تدر منتجات الذكاء الاصطناعي ما لا يقل عن 13 مليار دولار سنويًا.

ورغم علاقتها العميقة بـ”أوبن إيه آي”، إلا أن مايكروسوفت تتبنى نهجًا براغماتيًا أكثر تحفظًا من طموحات الشركة الناشئة في الوصول إلى “ذكاء عام فائق”، حيث ترى أن القيمة الحقيقية تكمن في بيع التطبيقات والمساعدين الرقميين المبنيين على هذه النماذج.

تحديات مختلفة

مع ذلك، تواجه مايكروسوفت تحديات من شركائها أنفسهم، إذ أطلقت “أوبن إيه آي” منصتها الخاصة للمطورين وتوجه خدماتها مباشرة إلى الشركات، كما تمول مشروع مركز بيانات مستقل باسم Stargate لحماية ملكيتها الفكرية وتقليل اعتمادها على مايكروسوفت.

ويؤكد محللو جولدمان ساكس أن مايكروسوفت ما تزال في موقع أفضل لتحقيق مكاسب فورية، قائلين إن مؤتمر Build “شكل لحظة مفصلية دفعت الذكاء الاصطناعي إلى مستوى غير مسبوق”.

Continue Reading
اضغط لكتابة تعليق

اترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

جميع حقوق النشر محفوظة، نوتشر 2020 - 2025 ©