يُعد الكاجو من أكثر أنواع المكسرات شعبية حول العالم، ليس فقط لمذاقه الغني وقوامه الكريمي، بل لما يحتويه من فوائد صحية جعلته مكونًا حاضرًا في أطباق المطابخ العالمية، النباتية منها والتقليدية.
لكن خلف هذه الفوائد، يحذّر خبراء تغذية من الإفراط في تناوله بسبب محتواه العالي من السعرات الحرارية وبعض المخاطر الصحية الأخرى.
بلغت قيمة سوق الكاجو العالمي أكثر من 8 مليارات دولار في عام 2022، ويتوقع أن تتجاوز 11 مليار دولار بحلول نهاية العقد الحالي، بحسب أرقام أوردتها تقارير سوقية متخصصة.
ويُستخدم الكاجو في العديد من وصفات الطعام، من بينها الدجاج بالكاجو، الكاري، الحلويات، الصوصات النباتية، الكاجو بالحليب، وصولًا إلى الشوكولاتة والمخبوزات. وتساهم نكهته المتوازنة بين الحلاوة والملوحة، مع قوامه الزبدي، في انتشاره الواسع.
كنز غذائي متكامل
الكاجو غني بالبروتين، حيث يحتوي الكوب الواحد منه على أكثر من 20 جرامًا من البروتين، إضافة إلى أكثر من 4 جرامات من الألياف، وهو ما يساعد على الإحساس بالشبع لفترات أطول وتنظيم مستوى السكر في الدم.
وتشير بيانات وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن الكاجو يحتوي أيضًا على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية، من بينها:
- الحديد والمغنيسيوم والفوسفور والبوتاسيوم والزنك والنحاس
- فيتامينات C وK، والفولات والنياسين
- مضادات الأكسدة، مثل اللوتين، التي تسهم في حماية العين والبشرة
وتوضح أخصائية التغذية كريستين سميث أن هذه التركيبة تعزز المناعة وتقلل الالتهابات وتدعم صحة القلب والعظام، كما تُسهم الدهون الأحادية غير المشبعة فيه بخفض الكوليسترول الضار.
الاعتدال مطلوب
رغم هذه الفوائد الصحية، فإن خبراء التغذية يُجمعون على ضرورة تناول الكاجو باعتدال، وذلك بسبب كثافته الحرارية العالية. فالأونصة الواحدة (أي نحو 16 إلى 18 حبة كاجو) تحتوي على 157 سعرة حرارية، بينما تصل كمية السعرات في الكوب الواحد إلى حوالي 800 سعرة حرارية.
وتحذر خبيرة التغذية كريستين بالمبو من أن الإفراط في الكاجو قد يؤدي إلى زيادة في الوزن، لا سيما عند تناوله كوجبة خفيفة دون حساب دقيق للسعرات.
تحذيرات صحية إضافية
يحمل الكاجو أيضًا بعض المحاذير الصحية، إذ قد يُسبب ردود فعل تحسسية شديدة لدى المصابين بحساسية المكسرات. كما أنه يحتوي على نسبة مرتفعة من مركبات الأوكسالات، التي يمكن أن تسهم في تكوّن حصى الكلى لدى الأشخاص المعرضين لذلك.
وتنصح أخصائية التغذية إيمي غودسون باختيار الكاجو النيء أو غير المملح، حيث تحتوي الأنواع المحمصة والمملحة أو المغطاة بالسكر على نسب أعلى من الصوديوم والسكر، مما يقلل من قيمته الصحية.
ويظل الكاجو خيارًا غذائيًا غنيًا ومفيدًا، وخصوصًا في الأنظمة النباتية، بفضل غناه بالبروتين والمعادن ومضادات الأكسدة، لكنه –كغيره من المكسرات– يحتاج إلى تعامل ذكي وواعٍ، حيث يكون الاعتدال والاختيار الصحيح هما مفتاح الاستفادة دون أضرار.
