Connect with us

تقارير

ما دوافع إيلون ماسك في حملته ضد نتفليكس؟

إيلون ماسك دعا الملايين من متابعيه إلى إلغاء اشتراكاتهم على نتفليكس، وانتشرت الدعوة بسرعة بين متابعيه

أعلن إيلون ماسك الحرب على نتفليكس، داعيًا ملايين متابعيه إلى إلغاء اشتراكاتهم في المنصة، وذلك على خلفية تكرار المنصة لنشر محتوى غير أخلاقي موجه للأطفال، يروج للمثلية والتحول الجنسي.

للوهلة الأولى، يبدو الأمر كأنه خلاف جديد بين ملياردير وهوليوود، لكن خلف الكواليس تمتزج السياسة الثقافية مع قصة شخصية ومعركة ماسك المستمرة ضد ما يسميه “فيروس الوعي المتحيز” أو woke mind virus.

بدأ الجدل عندما اتهم ماسك نتفليكس بإنتاج “محتوى جنسي موجه للأطفال” والترويج لما وصفه بـ”أجندة المتحولين جنسيًا”، وتركزت انتقاداته على مسلسل الرسوم المتحركة Dead End: Paranormal Park، الذي يقدم شخصية رئيسية متحولة جنسيًا.

كما وجّه ماسك انتقادًا أوسع لما اعتبره “مبالغة في إبراز مواضيع الميم والأقليات الجنسية في برامج العائلة”، وهو المسلسل الذي أُلغي في يناير 2023 بعد موسمين فقط من بثه، لكنه لا يزال متاحًا على المنصة.

ألغوا نتفليكس

كتب إيلون ماسك على منصته X: “ألغوا نتفليكس”، داعيا الملايين من متابعيه إلى إلغاء اشتراكاتهم على المنصة المثيرة للجدل، وانتشرت الدعوة بسرعة بين متابعيه، إذ حصدت مقاطع الفيديو والميمز التي تتهم نتفليكس بـ”تمرير الأيديولوجيا عبر الترفيه” ملايين المشاهدات، لتندلع موجة غضب إلكترونية مكثفة ضد عملاق البث.

نتفليكس لم ترد رسميًا على حملة ماسك، لكن الأسواق تفاعلت فورًا، إذ تراجع سهم الشركة في بداية التداولات، ليصل هذا التراجع على مدار يومين بعد تغريدة ماسك، إلى 4.3٪ من قيمة السهم، ما أدى إلى خسارة قرابة 15 مليار دولار من قيمتها السوقية، وفق موقع Investing الشهير.

خلفية شخصية لماسك

رغم أن الجدل العلني يتمحور حول الإعلام والأخلاق، إلا أن كثيرين، يرون أن الحملة مرتبطة بجانب شخصي في حياة ماسك، وفق ما ذكرته النسخة الأمريكية من صحيفة AS الإسبانية.

والأمر الشخصي لماسك يتمثل في ابنته المتحولة جنسيًا “فيفيان ويلسون”، التي انقطعت علاقته بها، بل إنه قال في مقابلة سابقة إنها “ماتت”، وغالبًا ما يُحمّل ما يسميه “فيروس الوعي المتحيز” مسؤولية “تدمير علاقته بابنته”.

في مقابلة عام 2024 مع عالم النفس جوردان بيترسون، قال ماسك إنه “خُدع” للموافقة على علاجها التحويلي عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، ومنذ ذلك الحين أصبح من أبرز المنتقدين لسياسات دعم المتحولين جنسيًا والرعاية الطبية المرتبطة بذلك، مستخدمًا خسارته العائلية كجزء أساسي من خطابه السياسي.

ويرى المنتقدون، الذين يدعمون موقف منصة البث غير الأخلاقي، أن حملة ماسك ضد نتفليكس ما هي إلا امتداد لتلك المواقف، بينما يراه مؤيدوه “مدافعًا عن حقوق الآباء” ومطالبًا بإعادة النظر في ما يُعرض للأطفال.

أكثر من مجرد خلاف

وفق تقرير AS المطول، تتوافق حملة ماسك ضد نتفليكس مع أسلوبه المعتاد في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتأجيج النقاشات وإعادة تشكيل الخطاب حول الثقافة والسياسة والتكنولوجيا، وبصفته مالك منصة X، يمتلك القدرة على تحويل أي قضية شخصية إلى حدث عالمي في لحظات.

أما بالنسبة لنتفليكس، فمن المحتمل أن تكون هذه الأزمة عابرة -في رأي محرري الصحيفة الإسبانية- إذ اعتادت الشركة مواجهة عواصف مشابهة من مختلف الاتجاهات، وغالبًا ما تتجاوزها دون تأثير طويل المدى.

لكن بالنسبة لماسك، أعادت هذه المواجهة فتح ملف حياته الشخصية وربطها مجددًا بمعاركه الثقافية، ما يجعل الخط الفاصل بين ألمه الشخصي وحملاته العلنية أكثر ضبابية، لكن دوافعه بالتأكيد لها ما يبررها، خاصة مع استمرار المنصة في تكرار مثل هذه المشاهد المرفوضة.

Continue Reading
اضغط لكتابة تعليق

اترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

جميع حقوق النشر محفوظة، نوتشر 2020 - 2025 ©