حذفت عدة وسائل إعلامية بارزة، من بينها Wired وBusiness Insider، مقالات نُشرت باسم كاتب مستقل يُدعى مارغو بلانشارد، بعد اكتشاف أنها كُتبت باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وبحسب تقرير Press Gazette الصادر أمس الخميس، فقد أزالت ما لا يقل عن 6 مؤسسات صحفية مقالات موقعة باسم “بلانشارد” خلال الأشهر الماضية، بعدما تبيّن أن الهوية وراءها غير حقيقية وأن القصص نفسها مُولدة بالذكاء الاصطناعي.
فضيحة صحفية
مجلة Wired نشرت في مايو مقالًا بعنوان “وقعا في الحب عبر لعبة ماينكرافت.. ثم أصبحت اللعبة مكان زفافهما”، لكنها عادت وسحبته لاحقًا مع توضيح أن المادة “لا تفي بالمعايير التحريرية”، المقال تضمن شخصية تدعى “جيسيكا هو” وُصفت بأنها مأذونة زواج رقمية في شيكاغو، إلا أن هويتها لم يتم التحقق منها.
أما Business Insider فقد أزال هذا الأسبوع مقالين كتبهما بلانشارد في أبريل، أحدهما عن العمل عن بُعد وتجربة الأبوة في سن متأخرة، وظهر بدلاً منهما إشعار يؤكد أن المقالين “أُزيلا لعدم مطابقة المعايير التحريرية”.
بحسب صحيفة الجارديان البريطانية، بدأت قصة بلانشارد في الانكشاف حين تلقى جاكوب فريدي، رئيس تحرير مجلة Dispatch الجديدة، عرضًا لمقال عن بلدة منجمية مهجورة في كولورادو يُزعم أنها تحولت إلى موقع سري لتدريب محققي الوفيات.
نص مقنع
فريدي قال إن العرض بدا مقنعًا لكنه شعر أنه مكتوب بواسطة أدوات ذكاء اصطناعي مثل ChatGPT، خاصة بعد فشل بلانشارد في تقديم أي أدلة أو وثائق تدعم مزاعمها.
الحادثة تأتي ضمن سلسلة فضائح مرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي، من بينها إدراج صحيفة Chicago Sun-Times في مايو قائمة كتب مزيفة أنشأها الذكاء الاصطناعي، وكذلك معاقبة محكمة في يوتا محاميًا في يونيو بعد اكتشاف أنه استند في مرافعة إلى قضية قانونية غير موجودة ابتكرها ChatGPT.
هذه التطورات تعكس تزايد المخاوف من انتشار محتوى مزيف في الإعلام، وضرورة تشديد التدقيق والتحقق من هوية الكتّاب والمصادر قبل النشر.
صحفي متخصص في التقنية والسيارات، عضو نقابة الصحفيين المصرية، المحرر العام السابق لمجلة «الشرق تكنولوجي»، ومحرر التقنية السابق بالنسخة العربية من صحيفة AS الإسبانية، ومؤسس «نوتشر دوت كوم»، شارك في تحرير إصدارات مطبوعة وإلكترونية متخصصة في التقنية بصحف عربية عدة.