Connect with us

رأي

وداعًا ساعتي الذكية!

لم أعد أريد جهازًا يخبرني متى أنام ومتى أستيقظ، تلك البيانات بلا قيمة إن لم تساعدني فعليًا على تحسين نومي

لم أعد أعرف أين وضعت ساعتي الذكية. أعلم أنها في مكانٍ ما داخل مكتبي المنزلي، لكني لم أفتقدها بما يكفي لأبحث عنها أو أشحنها أو أضعها مجددًا على معصمي.

كانت ساعتي جزءًا أساسيًا من يومي، حتى إنني كنت أشعر بالنقص إن خرجت من البيت من دونها. لكن بعد أن نفدت بطارية ساعتي «جالاكسي ووتش 4» قبل أسابيع، نفدت معها أيضًا طاقتي على تحملها، وقررت حينها أن أجرب أسبوعًا واحدًا من دون ساعة ذكية وها أنا اليوم بعد قرابة شهر، لا أجد سببًا واحدًا يدفعني للعودة إليها.

وداعًا لقلق الشحن

إذا كان البعض يعاني من قلق اللياقة أو الإشعارات، فأنا كنت أعاني من «قلق الشحن». بطارية الساعة الذكية لا تناسب إيقاع حياتي، فهي بالكاد تصمد 20 ساعة، وتحتاج إلى نحو ساعتين لتُشحن بالكامل.

كنت أحاول أن أجد وقتًا ثابتًا لشحنها من دون أن يؤثر ذلك في دقة بياناتها الصحية، لكن المهمة كانت مستحيلة تقريبًا. بمرور الوقت، تحوّل شحنها إلى وظيفة إضافية، حتى شعرت بالتحرر حين تخلّيت عنها.

ومن المفارقة أن الساعات الذكية ليست «ذكية» في عرض الوقت. كنت أضطر إلى لمس الشاشة أو الضغط على زر لأعرف كم الساعة، بعدما عطّلت خاصية التشغيل الدائم حفاظًا على البطارية.

لكن بعد الاستغناء عنها، عدت إلى ساعتي القديمة من «كاسيو» التي اشتريتها منذ عقد، والتي ما زالت تعمل ببطاريتها الأولى. لم أعد أحتاج إلى شحنها، ولا تُغريني بإشعارات أو أهداف لياقة، فقط تخبرني بالوقت متى ما أردت.

نوم بلا أوامر

لم أعد أريد جهازًا يخبرني متى أنام ومتى أستيقظ. صحيح أنني أفتقد الرسوم البيانية الملوّنة وعبارات التشجيع في تطبيق «سامسونج هيلث»، لكني اكتشفت أن تلك البيانات بلا قيمة إن لم تساعدني فعليًا على تحسين نومي. منذ أن تخلّصت من الساعة، أصبحت أنام أعمق وأطول، بلا ضوءٍ مزعج ولا أرقام تلاحقني صباحًا لتقنعني بأن نومي لم يكن مثاليًا.

وجود شاشة صغيرة على المعصم كان كوجود قطعة لامعة في العشب، لا أستطيع مقاومة النظر إليها. كانت الساعة تسرق انتباهي دائمًا: إشعار جديد، وجه ساعة أريد تغييره، أو حتى التحقق من أهدافي اليومية.

ومع أن الهدف من الساعات الذكية هو تقليل الحاجة إلى الهاتف، فإن التجربة لم تكن ناجحة بالنسبة لي. فكتابة ردٍّ على «واتساب» من شاشة صغيرة لا يمكن أن تنافس الهاتف في السرعة أو الراحة.

أشياء أفتقدها

لن أنكر أن بعض خصائص الساعة الذكية كانت مفيدة فعلًا، مثل أداة قياس تكوين الجسم التي تتيح معرفة نسبة الدهون والعضلات خلال دقيقة واحدة، كما أفتقد سهولة الوصول إلى القوائم والملاحظات أثناء التسوق أو الطبخ. وربما أعود لاستخدامها مستقبلًا أثناء التمارين الرياضية فقط، بوصفها ساعة «نشاط» لا «حياة».

لكن رغم هذه الخسائر الصغيرة، كانت المكاسب أكبر بكثير. منذ أن تركت ساعتي الذكية، أصبحت حياتي أبسط، ونومي أهدأ، وقلقي أقل.

ربما حان الوقت لأن نعيد تقييم علاقتنا بهذه الأجهزة الصغيرة، ونمنح أنفسنا «صومًا» رقميًا يعيد إلينا الهدوء المفقود.

*مترجم بتصرف عن مقال للكاتب آندي ووكر بموقع Android Authority

Continue Reading
اضغط لكتابة تعليق

اترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

جميع حقوق النشر محفوظة، نوتشر 2020 - 2025 ©