في تحول لافت داخل أروقة وادي السيليكون، بدأ بعض أبرز قادة التكنولوجيا الحديثة عن مستقبل يخلو من الجهاز الذي شكّل حجر الأساس للعصر الرقمي على مدار أكثر من عقد: الهاتف الذكي.
يضع كل من إيلون ماسك، ومارك زوكربيرغ، وسام ألتمان، وبيل جيتس، رهاناتهم على تقنيات جديدة تعد بإلغاء الحاجة إلى الهواتف الذكية بالكامل. بدءًا من الشرائح الدماغية إلى الأوشام الرقمية والنظارات المعززة للواقع، يبدو أن المستقبل لم يعد بعيدًا.
شرائح دماغية ووشم رقمي
إيلون ماسك، عبر شركته “نيورالينك”، يعمل على تطوير واجهات الدماغ الحاسوبية، تتيح للمستخدمين التفاعل مع الأجهزة فقط من خلال التفكير، دون الحاجة إلى لمس أو حديث، الشركة أكدت أن اثنين من المتطوعين البشريين قد خضعوا بالفعل لزراعة هذه الشرائح.
أما بيل جيتس، فيدعم شركة Chaotic Moon التي تعمل على تطوير أوشام إلكترونية توضع على الجلد، وتعمل كنظام لجمع البيانات الحيوية ونقلها، ما يحول الجسد البشري إلى منصة رقمية متصلة.
نظارات الواقع المعزز
أما مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، فيتوقع أن تستبدل نظارات الواقع المعزز الهواتف الذكية بحلول عام 2030. وتقوم فكرته على عرض المحتوى الرقمي مباشرة في مجال رؤية المستخدم، ما يغني عن الحاجة إلى النظر إلى شاشة الهاتف.
وترتبط هذه الرؤية باستراتيجية “ميتا” الأوسع في مجال الواقع المعزز والميتافيرس، والتي تسعى إلى إعادة تعريف طريقة تفاعل البشر مع الإنترنت والعالم الرقمي.
آبل عكس الجميع
في الوقت الذي يتجه فيه الآخرون نحو تقنيات ثورية، يتمسك تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، بالنهج التقليدي، إذ أطلقت الشركة مؤخرًا هاتف “آيفون 16″، مزودًا بتقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة، لكنها حافظت على الشكل الكلاسيكي للجهاز.
يرى كوك أن الهواتف الذكية ما تزال تحتل موقعًا محوريًا في الحياة اليومية، ويفضل تطويرها تدريجيًا بدلًا من استبدالها، وقال في تصريحات سابقة: “نحن ملتزمون بتحسين ما يستخدمه الناس بالفعل”، مشددًا على مبدأ التطوير بدلاً من الثورة.
ويعكس هذا التباين أكثر من مجرد اختلاف في تصميم المنتجات؛ إنه انقسام في الرؤية حول العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا. ففي حين يسعى ماسك وزوكربيرغ وآلتمان وجيتس إلى دمج التكنولوجيا داخل أجسامنا أو محيطنا، تصر آبل على الحفاظ على دور الهاتف الذكي وتكييفه مع المتغيرات.. فهل نشهد نهاية فعلية لعصر الهواتف الذكية؟.