يشهد سوق السيارات الكهربائية في أوروبا تحوّلًا كبيرًا، حيث ارتفعت المبيعات الإجمالية للسيارات الكهربائية بنسبة 23% على أساس سنوي خلال شهر يونيو، لتصل إلى 361 ألف مركبة.
لكن، وبحسب تقرير مطول لموقع ArenaEV المتخصص في المركبات الكهربائية، فإنه خلف هذه الأرقام تكمن ملامح تغيير في موازين القوى، فبعد سنوات من الهيمنة المطلقة، تواجه تسلا تحديات جدّية من شركات صناعة السيارات التقليدية، والعلامات التجارية الصينية الصاعدة، بالإضافة إلى عودة مفاجئة للسيارات الهجينة القابلة للشحن.
الهجين تستعيد شعبيتها
ورغم أن السردية السائدة لسنوات ركّزت على السيارات الكهربائية بالكامل، فإن نمطًا جديدًا بدأ يظهر، ففي يونيو، سجّلت مبيعات السيارات الهجين القابلة للشحن، نموًا سنويًا بنسبة 16%، في حين قفزت مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل بنسبة لافتة بلغت 40%، هذا النمو يقوده طرح موديلات بأسعار تنافسية تمثل خيارًا عمليًا لأولئك غير المستعدين بعد للانتقال الكامل إلى السيارات الكهربائية.
من أبرز الأمثلة على ذلك السيارة BYD Seal U، وهي مركبة SUV متوسطة الحجم بإصدار هجين قابلة للشحن لاقت نجاحًا باهرًا، ويبدأ سعرها من أقل من 40 ألف يورو، ما يجعلها أرخص من العديد من السيارات العاملة بالبنزين.
وتوفر السيارة قدرة مشتركة تبلغ 217 حصانًا، ومدى كهربائيًا يبلغ 80 كيلومترًا، وهو كافٍ للتنقلات اليومية بدون تشغيل المحرك التقليدي. كما تشهد فولكس فاجن نموًا في مبيعات طراز Tiguan PHEV، الذي يوفر مدى كهربائيًا يتجاوز 100 كيلومتر ويدعم الشحن السريع عبر التيار المستمر.
تسلا في موقف صعب
في هذا المشهد المتغير، تواجه تسلا موقفًا صعبًا، فعلى الرغم من أن طراز Model Y حافظ على صدارة المبيعات في يونيو بـ 24,073 تسجيلًا، ويظل السيارة الكهربائية الأكثر مبيعًا في أوروبا، فإن شقيقه Model 3 يواجه تراجعًا حادًا، حيث انخفضت مبيعاته بنسبة 48% مقارنة بشهر يونيو من العام الماضي، ليُسجل فقط 10,807 وحدات. ويبدو أن تركيز الشركة وعروض الخصم تنصب على الطراز المصنّع في ألمانيا، وهو ما يضع Model 3 في موقف ضعف.
في المقابل، تبرز شركات صناعة السيارات الأوروبية بطرز كهربائية منافسة، فقد حققت سكودا نجاحًا ملحوظًا مع طراز Elroq، وهو كروس أوفر مدمج يُعد نسخة أقصر وأرخص من طراز Enyaq الشهير، وسجّل 9,825 وحدة في يونيو.
ويبدأ سعر Elroq من 34,000 يورو، ما يجعله خيارًا جذابًا يؤكد أن العلامات التجارية السائدة قادرة على تقديم سيارات كهربائية ناجحة دون أن تؤثر سلبًا على مبيعات موديلاتها الأخرى. كما تسجل سيارات رينو 5 ونسختها الرياضية Alpine A290 مبيعات مشتركة بلغت 7,788 وحدة.
تسلا تفقد اللقب
وبعد ثلاث سنوات من الهيمنة، وبحسب موقع CleanTechnica، فقدت تسلا لقبها كأكبر مصنّع سيارات كهربائية في أوروبا، حيث تصدّرت فولكس فاجن السوق بحصة بلغت 11.2%، بينما تراجعت تسلا إلى المركز الرابع بـ 6.1% فقط.
وتحتل بي إم دبليو ومرسيدس-بنز المركزين الثاني والثالث على التوالي. أما سكودا، فارتقت إلى المركز السابع، في مؤشر على أن السيارات الكهربائية أصبحت أكثر انتشارًا وتجاوزت مرحلة الفئات الفاخرة ورواد التبني الأوائل. كذلك تشهد شركة BYD الصينية توسعًا سريعًا بحصة سوقية بلغت 4.1%.
أما على مستوى التكتلات الصناعية، فتسيطر مجموعة فولكس فاجن على الصدارة بنسبة ضخمة تبلغ 27.8% من سوق السيارات القابلة للشحن في أوروبا، تليها مجموعة بي إم دبليو، بينما تعاني ستيلانتس للحاق بالركب.
كما تُظهر البيانات نموًا مثيرًا في بعض القطاعات الصغيرة المتخصصة، حيث تسهم سيارة Volkswagen ID.Buzz في إحياء فئة السيارات العائلية متعددة الأغراض (MPV)، مع تضاعف المبيعات تقريبًا خلال هذا العام. هذا التنوع في الطرز المطروحة يشير إلى نضوج سوق السيارات الكهربائية واتساع الخيارات المتاحة بما يتجاوز الكروس أوفر الشائع.
