Connect with us

رأي

الماعز القزم.. من غرب إفريقيا إلى سطوح الفلاحين!

هذا الماعز يضفي جوًا من المرح على أي بيئة يُربى فيها، سواء في مزرعة صغيرة أو حديقة منزلية أو على أسطح المنازل الريفية

الماعز القزم، المعروف أيضًا بالماعز النيجيري أو الكاميروني، هو حيوان صغير الحجم وذكي، يتميز بشخصية مرحة وفضولية، طبيعته الاجتماعية وحيويته تجعله محبوبًا لدى العائلات كمرافق أليف، ويضفي جوًا من المرح على أي بيئة يُربى فيها، سواء في مزرعة صغيرة أو حديقة منزلية أو على أسطح المنازل الريفية.

مؤخرًا في مصر، بدأت تظهر صيحات لتربيته ليس فقط كحيوان أليف، بل أيضًا كمشروع اقتصادي صغير وبديل للكلاب في المنازل.

يعود أصله إلى غرب إفريقيا، وتحديدًا منطقة وادي الكاميرون، نُقل إلى أوروبا وأمريكا في منتصف القرن العشرين، حيث جرى تطويره وتحسين سلالاته لتظهر بالصورة الحالية (الماعز القزم الأمريكي والنيجيري).

حيوان أليف

للماعز القزم مزايا متعددة، فهي رغم صغر حجمها، تنتج كميات جيدة من الحليب الغني جدًا بالدهون (تصل إلى 6-10%)، مما يجعلها مثالية لصناعة الأجبان والصابون، كما تمتاز بقدرة عالية على الإنجاب، وغالبًا ما تلد توائم من 2 إلى 4 في البطن الواحد، ونظرًا لحجمها الصغير (ارتفاعها لا يتعدى 45-60 سم)، يسهل على الأطفال والنساء التعامل معها، وتُربى في كثير من الدول كبديل للكلاب والقطط نظرًا لوداعتها ونظافتها النسبية.

تعد مصر بيئة مثالية جدًا لتربية الماعز القزم، فكونه من أصل إفريقي، يمتلك قدرة طبيعية على التكيف مع المناخ الحار والجاف في مصر، كما أن تغذيته اقتصادية، ويستهلك كميات قليلة جدًا من الأعلاف مقارنة بالماعز المحلي، كما يمكنه الاعتماد على بقايا الخضروات والحشائش البسيطة.

يمكن تربيته في حديقة المنزل أو فوق الأسطح المهيأة، ولا يحتاج إلى مراعي شاسعة، وهو حيوان اجتماعي بطبعه، لذا لا يُنصح بتربية فرد واحد فقط، بل يُفضل دائمًا تربيته ضمن زوج أو أكثر لتلبية حاجاته النفسية والاجتماعية. كما يمتاز بمهارته في القفز والهروب، ما يجعل تأمين مكان إيوائه بأسوار قوية أمرًا ضروريًا.

من جانب الصحة، يُعد الالتزام بجدول التطعيمات، خصوصًا ضد التسمم الدموي والمعوي، عنصرًا أساسيًا لضمان استمرار المشروع ونجاح تربية هذه السلالة الفريدة.

تخوفات

هناك تخوفات بيئية من تربيته في مصر، وطبقًا لبعض أساتذة العلوم البيولوجيا فإن تربيته في المنازل بديلًا للكلاب قد يسبب اختلالًا للتوازن البيئي المحلي، لأن الكلاب تقوم بدور محدد في حماية المنازل ومكافحة القوارض والحشرات، وغيابها قد يخلق فجوات في هذا النظام البيئي البسيط للمنزل.

ويجيب الداعون لتربيته أن الخطر يعد محدودًا، لأن الماعز القزم يُربى غالبًا في المنازل أو المزارع المحكومة، وليس في البرية، وهذا يقلل فرصه في التنافس على الموارد الطبيعية أو التأثير على الحياة البرية، ولكنه مثل أي حيوان مستورد ودخيل على البيئة، يجب التأكد من خلوه من الأمراض العابرة للحدود لضمان عدم نقل عدوى للسلالات المحلية مثل “الماعز الزرايبي” أو “البلدي”.

من جهة أخرى، في حال إطلاقه بأعداد كبيرة في مناطق صحراوية هشة، قد يؤثر على الغطاء النباتي لأنه يأكل النباتات من جذورها أحيانًا، لكن هذا الاحتمال ضعيف في مصر لاعتماد تربيته على النمط المنزلي أو المزارع المكثفة.


د. خالد غانم – أستاذ الزراعة العضوية بجامعة الأزهر

– شغل منصب رئيس قسم البيئة والزراعة الحيوية بجامعة الأزهر لمدة 10 سنوات

– مؤسس عديد من المشروعات والمبادرات الناجحة في البيئة والزراعة المستدامة ومجابهة تغير المناخ والغذاء

– مؤسس والرئيس التنفيذي لمشروع جاسوب 2 مصر، وهو مشروع لإعادة إنتاج المعرفة الزراعية يدمج بين المعرفة التقليدية والتراثية بالمعرفة الزراعية الحديثة والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في الزراعة التجديدية.

جميع حقوق النشر محفوظة، نوتشر 2020 - 2025 ©