نقاش واسع ومحتدم بين جمهور التقنية وخاصة من المهتمين بعلامة آبل، بعد تداول أنباء متضاربة حول خطط آبل للجيل الثاني من iPhone Air، خاصة فيما يتعلق بإضافة كاميرا ثانية للجهاز.
شائعات سابقة، زعمت أن آبل تعمل على تزويد الهاتف بعدسة فائقة الاتساع (Ultra-wide)، وأن هذا التأخير هو سبب تأجيل إطلاق الجهاز، ذكر آخرون أن المشروع قد يكون تأخر لأسباب تتعلق بمبيعات الجيل الأول، بل وتحدثت تقارير إضافية عن احتمال عدم تضمين كاميرا ثانية من الأساس.
ومع غياب تأكيد رسمي، يرى مراقبون أن كثرة التقارير المتضاربة تعكس أمرًا واحدًا: لا أحد خارج آبل يعرف الخطة الحقيقية بالكامل، لكن الجدل ينتقل الآن للسؤال الأهم: إذا قررت آبل إضافة كاميرا ثانية، فهل يجب أن تكون Telephoto أم Ultra-wide؟.
هل يتأجل الإطلاق؟
بدأت حالة الارتباك عندما نشر موقع The Information تقريرًا يشير إلى أن آبل أجلت iPhone Air 2 لأجل غير مسمى بسبب انخفاض مبيعات الجيل الأول عن التوقعات.
لاحقًا، ظهر تقرير آخر يؤكد أن الجهاز سيصدر في ربيع 2027 بدلاً من خريف 2026، أي بتأجيل قدره ستة أشهر فقط، وأن السبب يعود إلى رغبة آبل في إضافة كاميرا ثانية في الجهة الخلفية.
لكن تقرير بلومبرج جاء ليغيّر السرد بالكامل، فبحسب مارك جورمان، فإن iPhone Air 2 لم يكن موضوعًا على خريطة الإصدارات لعام 2026 منذ عدة أشهر، وبالتالي فإن الحديث عن “تأجيل” هو غير دقيق.
هذا يعني أن آبل لم تربط الجهاز بدورة تحديث سنوية شبيهة ببقية فئات الآيفون، وهو سبب تسميته iPhone Air وليس iPhone 17 Air، ويبدو أن استراتيجية آبل لم تكن تستهدف إطلاقًا سريعًا بقدر ما كانت تراهن على تطويرات أكبر تتطلب وقتًا أطول.
كاميرا ثانية؟
أما عن الجدل الأكبر حول آيفون إير القادم فكان حول منظومة التصوير، فقد أثيرت موجة نقاش كبيرة حول احتمالية إضافة آبل كاميرا ثانية، خصوصًا بعد طرح سؤال: هل يجب أن تكون Telephoto أم Ultrawide؟.
فيما يتعلق بالمستخدمين، وهو أمر لن يكون مؤثرا بالضرورة على خطط آبل، ثمة انقسام واضح في تفضيلاتهم، بحسب استطلاع رأي نُشر ضمن التغطيات التقنية التي رصدها موقع 9to5Mac.
فبينما يرى مستخدمون أن التليفوتو أكثر فائدة لتصوير الأشخاص، والعناصر البعيدة، والصور المتوازية في المدن، يؤكد آخرون أن الألترا وايد تضيف قيمة عملية أكبر، وتفتح الباب لتصوير المشاهد الواسعة والمقاطع القريبة (Macro).
بعض المستخدمين حلّلوا مكتبات الصور لديهم في تطبيق Photos على الماك ولاحظوا استعمالًا متقاربًا بين العدستين، فيما أشار آخرون إلى أن الألترا وايد تتيح أيضًا وضع الماكرو، وهو أمر مفقود في الجيل الأول من iPhone Air.
تليفوتو أم ألترا وايد؟
تقارير أولية، ومنها ما أشار إليه بن لافجوي عبر 9to5Mac، تميل إلى أن العدسة الثانية ستكون Ultra-wide، إلا أن جزءًا من المستخدمين يرى أن العدسة Telephoto أكثر فائدة في التصوير اليومي، خصوصًا في تصوير الأشخاص واللقطات البعيدة.
من ناحية تقنية، ستكون فكرة إضافة Ultrawide منطقية أكثر، لأنها تقدم شيئًا لا يمكن للهاتف محاكاته رقميًا، بينما يمكن لمحرك المعالجة AI في آيفون محاكاة الزوم (بحكمة) عبر التقطيع الرقمي، لكن ليس هناك طريقة رقمية للحصول على مجال رؤية أوسع.
في المقابل ورغم هذا الجدل، يرى مارك جورمان من بلومبرج، أن إضافة كاميرا Ultrawide ليست الخطوة الأكثر عقلانية، للأسباب التالية:
تصميم منطقة الكاميرا في iPhone Air مزدحم بالفعل
إعادة هندسة الواجهة الخلفية بالكامل من أجل “أقل كاميرا استخدامًا في آيفون” تبدو خطوة مبالغًا فيها
الجهاز أصلاً يبيع بكميات محدودة، ما يجعل التحديثات الهيكلية الكبيرة غير مجدية اقتصاديًا
وبرأي جورمان، فإن هذا التغيير لن يحدث إلا إذا انتقلت هندسة كاميرات الآيفون القابل للطي إلى باقي الفئات مستقبلًا، وبالتالي من الصعب أن نرى هذا التغيير الجذري في الإصدار القادم من آيفون إير.
جدل بلا إجابة
حتى الآن، لا توجد مؤشرات مؤكدة حول اتجاه آبل النهائي. وبينما يرى البعض أن الجهاز يحتاج عدسة Ultra-wide للحفاظ على فلسفة Air الخفيفة والبسيطة دون التضحية بالوظائف الأساسية، يعتقد آخرون أن عدسة Telephoto أكثر عملية.
وفي ظل غياب قرار رسمي، تبقى آراء المستخدمين واستطلاعات الرأي مثل تلك التي نشرها موقع 9to5Mac، جزءًا من النقاش المستمر حول شكل الجيل الثاني من آيفون Air.
صحفي متخصص في التقنية والسيارات، عضو نقابة الصحفيين المصرية، المحرر العام السابق لمجلة «الشرق تكنولوجي»، ومحرر التقنية السابق بالنسخة العربية من صحيفة AS الإسبانية، ومؤسس «نوتشر دوت كوم»، شارك في تحرير إصدارات مطبوعة وإلكترونية متخصصة في التقنية بصحف عربية عدة.